[right]
« قرية الشجر[b]ة »
تقع قرية الشجرة إلى الجنوب الغربي من مدينة طبريا، وتبعد عنها 14 كم تقريباً، بلغت مساحة أراضيها 3754 دونماً عام 1945م، وتناثر فوقها 124 منزلاً، أما عدد سكانها فبلغ عام 1931م قرابة 584 نسمة، وفي عام 1944 بلغ 770 نسمة، ووصل إلى 893 نسمة في العام 1948م. تحيط بالشجرة عدة قرى هي: « لوبية، كفركنا، طرعان، كفركما، كفر سبت، حطين، نمرين، عين ماهل، عرب صبيح» إضافة إلى مستعمرة السجرة اليهودية (بالسين). * مستعمرة السجرة قبل عام 1948كان يعمل حارثاً للأراضي الزراعية داخل قريته وخارجها، لذا كان يعرف كل القطع الزراعية ولم يزل يحفظ أشكالها ومواسمها ومواقعها .. حتى الآن. وبعد مرور 55 عاماً على لجوئه إلى سورية وبعده الجسدي عن فلسطين، رسم أبو تيسير مخططاً لقريته الشجرة، وحدد قطع الأراضي والطرق المحيطة بها ومواقع القرى المجاورة لها أيضاً وبعد كل منها عن قريته، كما حدد أعداد سكان تلك القرى بشكل تقريبي..
وفي جلسة جمعتنا وعدد من كبار السن من أبناء الشجرة، تجاذبنا أطراف الحديث عن الشجرة، وفي ثورة الذكريات تلك بدأ كل منهم يحكي قصة عاشها أو سمعها أيام إقامته في وطنه. تلك المجموعة ذاتها كانت قد اجتمعت في جلسة خاصة وحددت أسماء أصحاب بيوت قريتهم على مخطط يعود إلى العام 1943م مصدره سلطات الانتداب البريطاني آنذاك.. ولونوا طرقه وأبوابه وغرفه وجامعه ومعصرة زيته.. وصار كل منهم يشير بإصبعه إلى بيته وإلى غرفة والده ومضافتهم.. وكأنهم ما يزالون يحيون هناك.. أجل إن أرواحهم ماتزال تسكن الوطن وتقيم فيه.. وفي جلستنا تلك ذكر لنا الحاج خالد سلايمة أبو تيسير _ مواليد الشجرة 1932م_ أسماء قطع الأراضي التي تقع في قرية الشجرة وتحيط بها وهي: "بير العرجا، أرض العكوب ، خشة ملود، قيشرون، الخلايل، وادي الطحين، خربة قسطة، المدوره، الدارون، الصوانية، المواجة، وجبل حجاج الذي بلغ ارتفاعه 285م". كما حدثنا عن المستعمرة اليهودية المجاورة لقريتهم : "أنشئت مستعمرة السجرة حوالي العام 1909م وكانت تبعد عنا قرابة 200م، وتطوقها بالأحياء العربية من جميع الجهات، فقد كانت آخر مستعمرة من الغرب والشمال من حيث الموقع. وكان عدد سكانها قليل فلما هجرنا عن بلدنا عام 1948م لم يكن عددهم يتجاوز الـ 150 يهودياًً. في تلك الأيام كنت ما أزال طفلاً، وكنت أنزل إلى المستعمرة عدة مرات يومياً، فلم يكن اليهود يغلقون بابي مستعمرتهم كي لا يثيروا غضب العرب، حيث كان لها بابين أحدها إلى الشرق والآخر باتجاه الغرب، وكان عدد أولادهم قليل، وكانوا يخشوننا ويتجنبون اللقاء بنا ولا يذهبون إلى قريتنا مطلقاً". * معارك قرية الشجرة: أما الحاج محمد يوسف درويش أبو فاروق _1921م، الشجرة_ فذكر لنا وقوع معارك ثلاث في قرية الشجرة توزعت حسب قوله على الشكل التالي: - المعركة الأولى: "احتلال الشجرة" بعد مناوشات واشتباكات بين أهالي قريتنا واليهود استمرت ستة أشهر تقريباً، وصلتنا أخبار المجازر والفظائع التي ارتكبها اليهود في دير ياسين، من قتل وذبح للأطفال والشيوخ والشباب واغتصاب النساء وتعريتهم..، فقرر أهالي قريتنا إخلاءها من الأطفال والنساء والشيوخ، ولم يبق سوى من يستطيع الدفاع عن القرية، وبعض كبار السن من النساء ليطهون الطعام للمقاومين.. في المعركة كان أبناء القرية يملكون عدداً من البندقيات يتراوح عددها بين 50-100 بندقية، في حين كانت قوة العدو كبيرة جدا وصلت 1500 جندياً يهودياً، ولما بدأ الهجوم استمات شبابنا في الدفاع عن قريتنا ولكنهم خسروا المعركة بسبب نفاذ الذخيرة لديهم وكثرة عدد العدو، فانسحب القليل منهم فيما استشهد أغلب الشباب في المعركة التي انتهت في السادس من شهر مايو/أيار باستيلاء الجيش اليهودي على القرية. - المعركة الثانية: "تحرير الشجرة" لما وصل جيش الإنقاذ قال قادته أنهم ينوون استعادة الشجرة وتحريرها من اليهود، وانضم عدد كبير من شباب القرية والقرى المجاورة إلى صفوف جيش الإنقاذ لتحرير الشجرة، وبدأت المعركة صباح 8/7/1948 واستمرت خمسة أيام بلياليها، واستخدم اليهود الطائرات الحربية التي كان ذلك أول ظهور لها، إلا أن شبابنا كانوا لهم بالمرصاد كذلك قوات جيش الإنقاذ، لتنتهي المعركة في 13/7 تم تحرير قرية الشجرة واستعادتها من القوات العسكرية اليهودية. واستشهد نتيجة المعركة 300 شاباً عربياً وفلسطينياً. - المعركة الثالثة: "سقوط الشجرة" لم نكد نفرح بتحرير الشجرة حتى باغتت قوات الهاغاناه قريتنا بهجوم مضاد ليلة 14/7، قصفت خلاله القرية بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية في حين انسحب جيش الإنقاذ من القرية لتسقط بشكل نهائي بيد القوات العسكرية اليهودية الغازية في 15/7/1948. * أشهر شهداء معركة تحرير الشجرة: من بين شهداء معركة تحرير قرية الشجرة كان الشهيد الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود أبو الطيب، الذي ولد في قرية عنبتا قضاء طولكرم عام 1913م، وعمل مدرساً للغلة العربية، ثم شارك في ثورة عام 1936م ..، وبعد قرار تقسيم فلسطين توجه إلى بيروت في يناير 1948م فانضم على جيش الإنقاذ وتلقى تدريبات عسكرية هناك، ثم عاد إلى فلسطين واشترك في عدد من المعارك منها معركة بيار عدس مع سرية فوج حطين، معركة رأس العين، .. وأخيراً معركة الشجرة حيث استشهد يوم 13/7/1948م عن عمر قارب 35 عاماً. خلف أبو الطيب عدداً من القصائد جمعتها لجنة من الأدباء بعد وفاته وصدر ديوانه في عمّان بالأردن عام 1958م. من أبرز قصائده "الشهيد"، ومن أبياتها اخترنا :
سأحمل روحي على راحتي...... وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسـر الصديـق...... وإما ممات يغيـــظ العدى
ونفس الشريف لها غايتان...... ورود المنايــا ونيل المنى
لعمرك هذا ممات الرجال...... ومن رام موتـاً شريفـاً فذا
الشجرة اليوم: في ظل الاحتلال الصهيوني لفلسطين، عمد الصهاينة إلى تغيير كافة معالم الأراضي الفلسطينية لمحو ذاكرتها وتهويدها، ولم تقتصر جهودهم على إزالة معالم القرى وهدم البيوت وبناء المستوطنات فقط إنما قاموا بتغيير حتى أسمائها الأصلية.. لذا فاليوم تجلس مستوطنة "إيلانا السجيرة" على صدر قرية الشجرة الفلسطينية، الخالدة في قلوب وعقول أبنائها المنتظرين ليوم العودة إلى ربوعها سنعود نعم لأننا شعب باع نفسه للموت والموت اصبح غيه وعشق لكل فلسطيني اننا شعب اختصه الله لتطهير هذا العالم من شرورابناء القردة والخنازي[/b]