بسم الله الرحمن الرحيم
العولمة لابد منها
مسألة: سبق القول بأن العولمة أمر لابد منه، وخاصة في مثل هذا العصر عصر الارتباطات والاتصالات، فيلزم على العلماء والمفكرين، وذوي الكفاءات والثقافات العالية، السعي الحثيث والمثابرة الجادة، لتحقيق عولمة صحيحة وشاملة، تجمع بين النمو والازدهار، والعدل والأخلاق، ولا يكون ذلك إلا في العولمة التي جاء بها القرآن الحكيم، وندب إليها الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وآله الأطهار (عليهم السلام)، فإن القرآن الكريم هو الكتاب الكامل الشامل والغض الطري، الصالح لكل زمان ومكان.
قال تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)) [1].
وقال سبحانه: ((وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)) [2].
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «لا ينبغي لحامل القرآن أن يظن أن أحداً أعطي أفضل مما أعطي، لأنه لو ملك الدنيا بأسرها لكان القرآن أفضل مما ملكه» [3].
ونقل السيد علي بن طاووس في الطرف، عن كتاب الوصية لأبي الضرير عيسى بن المستفاد من أصحاب الكاظم (عليه السلام) عنه عن أبيه (عليه السلام) في حديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال للأنصار أيام وفاته فيما أوصى به إليهم: «كتاب الله وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة والنور والبرهان كلام الله غض جديد طري شاهد وحكم عادل قائد بحلاله وحرامه وأحكامه بصير به قاض به مضموم فيه يقوم غداً فيحاج به أقواماً فتزل أقدامهم عن الصراط» [4].
وعن الإمام الرضا عن أبيه (عليهما السلام): «أن رجلا سأل أبا عبد الله (عليه السلام): ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ فقال: لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولناس دون ناس فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة»[5].
عولمة السلم والسلام
مسألة: ينبغي العلم بأن عولمة الإسلام هي عولمة السلم والسلام فهي تعتمد على ثقافة السلم والسلام، والأخلاق والآداب، والتعارف والتوادد، والتواصل والتعاون، والحنان والمحبة، والعدل والإحسان.
قال تعالى: ((وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [6].
وقال سبحانه: ((إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) [